All Posts By

الأمن الغذائي في سوريا .. هل ينتقل السوريون من الجوع إلى المجاعة!

By | برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش, أخر الأخبار, الأخبار

فقدان رغيف الخبز في سوريا لم يعد مستبعداً جداً، حتى أنه أصبح واقعاً في بعض المناطق، ما يؤثر على السوريين ويهدد أمنهم الغذائي بشكل مباشر.

ذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أنّ عدم كفاية الأمطار وسوء توزيعها في الموسم الزراعي 2020/2021، إلى جانب العديد من موجات الحرارة، وارتفاع تكلفة المدخلات، ومحدودية توافر مياه الري، وارتفاع تكلفة الوقود للضخ، أدت جميعها إلى تقلص مساحة الحبوب القابلة للحصاد، وبالتالي أثّرت على الإنتاج، حيث بلغ إنتاج القمح في سوريا 1.2 مليون طن في 2018، مسجلا أقل مستوياته منذ عام 1989، ومقارنةً مع متوسطه السنوي قبل الأزمة البالغ 4.1 مليون طن.

تعمل إحسان للإغاثة والتنمية، إحدى برامج المنتدى السوري، على دعم زراعة القمح بدءاً من توفير الحبوب وحتى جَني وبيع المحصول، بهدف مساعدة المزارعين وتوفير المحاصيل الزراعية الأساسية خاصةً بعد تصاعد العمليات العسكرية في الشمال السوري حيث احتوت المنطقة على عدد كبير من النازحين بشكل يفوق قدرة المجتمعات المضيفة في استيعاب هذا الضغط على المصادر المتاحة والوصول إلى مصادر الغذاء وسبل العيش.

جاء المشروع بهدف الوصول إلى زيادة الإنتاج الزراعي وزيادة فرص توليد الدخل مما يساهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي بمنطقة سلقين وتعزيز الرابط الاجتماعي بين المجتمعات المضيفة والنازحة لهذه المنطقة.

تعتمد سوريا منذ القديم على مياه الأمطار في ري حقول القمح، وبسبب قلة هطول الأمطار في السنوات الأخيرة واجهت هذه الحقول الجفاف وهُدر المحصول، لذلك وزّعت إحسان قسائم ري تكميلية بقيمة 100$ للقسيمة الواحدة لإنقاذ موسم القمح قدر المستطاع.

كما ساهمت في تحسين الإنتاج من خلال توزيع 100 كغ سماد اليوريا على كل مزارع، بالإضافة إلى إعطائهم 50 كغ من أكياس البلاستيك لتعبئة القمح في مرحلة الإنتاج.

أزمة مياه الشرب تجتاح مخيمات الشمال السوري وتهدد حياة الآلاف

By | أخر الأخبار, الأخبار, المياه والصرف الصحي

تخّيل أن تمضي يومك بحثاً عن كوب ماء يصلح للشرب، أو أن ينام أطفالك وهم عطشى يحلمون بصنابير مياه قد فقدت في واقعهم، ويا لبساطة أحلامهم!، المؤلم هنا أن هذه ليست مجرد تخيلات، بل حال مئات الآلاف من السوريين القاطنين في مخيمات الشمال السوري.

 

 أزمة مياه الشرب تعيشها المخيمات السورية منذ سنوات، ولا حلول جذرية في الأفق! تعتبر هذه الأزمة من مخلفات النزاعات والحروب في العالم، حيث تشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن أكثر من نصف مخيمات اللاجئين في العالم غير قادرة على توفير الحد الأدنى للمياه الموصى به لتلبية الاحتياجات اليومية والبالغ 20 لتراً للشخص الواحد.

في سوريا وبحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، تقول فيه أن هناك 15.5 مليون سوري يفتقرون إلى المياه النظيفة في جميع أنحاء البلاد، ويعتبر شمال شرق سوريا هو المنطقة الأكثر تضرراً من أزمة المياه هذه، حيث أن %27من الأسر تنفق ما يصل إلى خمس دخلها على المياه من الصهاريج.

 

ضعف الوصول إلى موارد المياه النظيفة تسبب العديد من المشاكل أبرزها انتشار الأمراض والأوبئة مثل الجدري والإسهال والتهاب الكبد والجرب وعدّة أمراض أخرى، خاصةً بين الأطفال والنساء (حيث يحتاجون لكميات أكبر من المياه لعدّة اعتبارات).

 

كما تؤدي قلة النظافة وكثرة النفايات إلى حدوث أمراض مشابهة، فضلاً عن انعدام الأمن الغذائي لعدم توفر مياه لتنظيف وإعداد الخضار بطرق صحية قبل تناولها، كما أن قلة شرب المياه خاصة في فصل الصيف كانت سبباً لسوء التغذية والجفاف وقلة المناعة لدى آلاف الأطفال

 

بسبب ازدياد الاحتياج وتفاقم المشكلة خاصةً في أشهر الصيف، تعمل إحسان للإغاثة والتنمية، إحدى برامج المنتدى السوري، على مشاريع عديدة سعياً منها لإيجاد الحلول ومساعدة الأهالي للوصول إلى مياه نظيفة قابلة للشرب والاستخدام الشخصي، حيث تم وضع 259 خزّان مياه للشرب في المخيمات العشوائية والمراكز الصحية والمدارس.

 

عملت أيضاً على تزويد أكثر من 200,000 مستفيد بمياه الشرب عن طريق الصهاريج، بمعدل 35 ليتر يومياً للمستفيد، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 329,000 بيدون لحفظ المياه على 100,000 أسرة في 110 مخيم عشوائي، وذلك حتى نهاية العام الفائت 2021

 

وفقاً لإحصائيات صادرة من منسقو استجابة سوريا فإن المخيمات النظامية التي تعاني من تأمين احتياجاتهم اليومية من المياه تشكل ما نسبته %55 من إجمالي تلك المخيمات، كما تشكل المخيمات العشوائية التي تعاني من تأمين احتياجاتهم اليومية من المياه ما نسبته %85 من إجمالي تلك المخيمات.

 

بلغ عدد المخيمات المحرومة من المياه النظيفة والمعقّمة 590 مخيماً، وسط احتمالية زيادة الأعداد في حال توقف مشاريع المياه، وتعتبر أزمة المياه في هذه المخيمات ممتدّة منذ عدة سنوات وموزعة ضمن النسب الآتية : 

* 42% من المخيمات المذكورة تعاني من انعدام المياه منذ أكثر من خمسة سنوات

* 37% من المخيمات المذكورة تعاني من انعدام المياه منذ سنتين

* 21% من إجمالي المخيمات المذكورة تعاني منذ ستة أشهر من أزمة المياه.

لايزال آلاف الأطفال ينتظرون كوباً من المياه الصالحة للشرب، وما زالت الأمهات تحلمن بطبق طعام نظيف لأطفالهن، كما يسهرن الليالي في محاولة تخفيف آلام المرض على أسرهن، لذلك تعمل مؤسسة إحسان على تقديم خدماتها طوال العام، أملاً منها أن تسد ولو ثغرة في هذه الأزمة الممتدة لسنوات.